•  
  •  
 

Journal of Faculty of Education Assiut University - المجلة العلمية بكلية التربية-جامعة أسيوط

Journal of Faculty of Education Assiut University - المجلة العلمية بكلية التربية-جامعة أسيوط

Abstract

لقد اهتم الاسلام بتنظيم حياة الناس وحرص على حل مشاكلها ، حيث شرع لها من الأحكام والتشريعات والنظم ما تحافظ به على تماسكها وترابطها ، ويوصلها إلى السعادة والطمأنينة والأمان في الدنيا ، ويحميها من الشقاء الأبدي في الآخرة بإذن الله تعالى ، وينبع هذا الاهتمام من الوعي بمكانة الأسرة التربوية ، حيث أنها أصل راسخ من أصول الحياة البشرية ، وضرورة لا يستغني عنها شعب ولا جيل ، وهي الحصن الطبيعي الذي يتولى حماية البراعم الناشئة ورعايتها، وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها ، كما أنه في ظلها تتلقى مشاعر الحب والرحمة والتكافل ، وتنطبع بالطابع الذي يلازمها مدى الحياة ، وهي الصورة الطبيعية للحياة المستقرة التي تلبي رغبات الإنسان ، وتفي بحاجاته ، والقلب النابض للمجتمع إذا صلحت صلح المجتمع ، وإذا فسدت فسد المجتمع.

فقد اعتنى القرآن الكريم بهداية الإنسان منذ طفولته بل من قبل وجوده , ولذلك يحث الآباء على الدعاء بالولد الصالح , ويأمرهم بالاقتداء بالأنبياء والصالحين في تربية أولادهم. ؛ فقد دعا سيدنا براهيم عليه السلام فقد دعا الله أن يرزقه من الصالحين, فقال تعالى على لسان إبراهيم: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ سورة الصافات: الآية100.

وكان المربي الأعظم الذي أخرج هذا الجيل بعون من الله من الظلمات إلى النور ومن الشرك إلى التوحيد جاء بهذا الدين الذي ربى الإنسان وزكا خلقه وهذب سلوكه وأبهر بنظامه وترتيبه الأمم الأخرى ، إن التربية وفق هذا المنهج الذي سطره محمد () لأتباعه هي أعظم تربية عرفتها البشرية وهي التربية القادرة على جعل الإنسان سوياً متزناً مستقراً شمولياً عالمياً وهذه هي خصائص التربية الإسلامية . فالتربية الإسـلامية هـي الأقدر على البقاء وهي الأجدر بالاعتناء وذلك لربانية مصدرها فهي من عند الله العظيم المتعال رب العالمين الذي ربى جميع العالمين بنعمه وفضله وعنايته سبحانه وتعالى وهذه أيضاً من خصائص تربيتنا الإسلامية.

وتعد الأسرة أول مؤسسة تربوية تتولى المخلوق البشري ، حيث يفتح عينيه على النور فيها، وهي الوعاء الذي تتشكل في داخله شخصية الطفل تشكيلا فرديا واجتماعيا ، كما أنها المكان الأنسب الذي تطرح ً أفكار الآباء ليطبقها الصغار في الحياة المستقبلية ، لذا أصبح دور الأسرة في تربية الأطفال محط اهتمام متزايد ومضطرد من قبل الباحثين ورجال التربية في جميع مجالات الحياة ، المعرفية والثقافية والأخلاقية والاقتصادية وغيرها، لأنهم يرون ً صلاح أفراد الأسرة هو صلاح للمجتمع.

Share

COinS