•  
  •  
 

Sohag Journal of Education المجلة التربوية بسوهاج

Abstract

بدأ البحث حول مصطلح استراتیجیات التعلم فی البیئة العربیة- على حد علم الباحث- فی بدایة التسعینیات حیث تبین من الدراسات السابقة مثل دراسة کل من محمد المری (1993)، ومرزوق عبد المجید (1993)، وحسن علام (1994) وجود عشرة من استراتیجیات التعلم هی: الاتجاه والترکیز والدافعیة والجدولة والانتقاء والقلق ومعالجة المعلومات والاختبار الذاتی ومعینات الدراسة واستراتیجیات الاختبار، کما تناول بعض الباحثین مفهوم استراتیجیات التعلم المنظم ذاتیاً، ویشمل : أ-استخدام الاستراتیجیة المعرفیة وتتمثل فی الأسالیب والطرق التی یستخدمها الطلاب فی تعلم وفهم وتذکر المادة الدراسیة، ب-التنظیم الذاتی ویتمثل فی تنظیم الطلاب لجهدهم أثناء أدائهم المهام الدراسیة والمثابرة والاستمرار فی أداء المهام الصعبة، والحرص على ارتباطهم بالمعرفة. وهناک العدید من العوامل المؤثرة فی الاستیعاب والاحتفاظ بالخبرات، منا ما یتعلق بالمتعلم وخصائصه الشخصیة مثل الدوافع والاهتمامات والقدرات الذهنیة، ومنها ما یتعلق بطبیعة المادة التعلیمیة مثل مدى سهولتها وتنظیمها، ومنها ما یتعلق باستراتیجیات التعلم (یوسف قطامی ونایفة قطامی، 1998). وفی ضوء ذلک التوجه أشار وینشتاین وبالمر (Weinstein&Palmer,2002) إلى أن استراتیجیات التعلم نالت اهتمام العدید من الباحثین والدارسین فی مجال علم النفس التربوی, لکن ترکز جوهر هذا الاهتمام فی التأکید على أهمیة وصول المتعلم إلى حالة تعلیمیة یکون فیها نشطاً وفاعلاً وحیویاً, فالخبرة التعلیمیة التی یتعرض لها المتعلم خلال مراحل التعلیم المختلفة تتطلب امتلاکه لاستراتیجیات تعلم تعینه على اکتساب أیة معلومة أو أبنیة معرفیة جدیدة. وأوضح أیضاً وینشتاین وبالمر Weinstein & Palmer,2002)) أن معرفة الطالب بالاستراتیجیات تساعده على الثقة بالنفس, لیتعلم بنجاح, فهو بحاجة إلى مهارة لمعرفة کیفیة استخدام الاستراتیجیات لزیادة الدافعیة لدیه, والاستمرار فی استخدامها؛ لیصبح متعلماً استراتیجیاً لدیه معرفة ذاتیة لجداول وقته, واستخدام مصادر واستراتیجیات التعلم التی تدفعه للنجاح, وتجعله صاحب مسؤولیة یبحث عن مصادر متعددة للنجاح, وهذه السمات للمتعلم الاستراتیجی تؤدی الی مخرجات أکادیمیة إیجابیة وتحصیل أکادیمی جید . وأضاف أیضاً وینشتاین وبالمر Weinstein&Palmer,2002)) أن المتعلمین الذین یستخدمون استراتیجیات التعلم هم متعلمون استراتیجیون لدیهم أهداف تعلمیة حقیقیة, ویستخدمون عملیات نشطة للتعلم. فاستخدام استراتیجیات تعلم متنوعة مثل استراتیجیة الإتقان یساعد على فهم واستیعاب المواد الدراسیة، وکذلک ترفع من ثقتهم فی القدرة على إنجاز المهام الدراسیة المختلفة التی یقومون بها، کل ذلک من شأنه أن یساعد الطلاب على الإنجاز والتفوق والتحصیل الأکادیمی، کما أن استراتیجیة الإتقان تساعد الطلاب على تخزین المعلومات فی الذاکرة طویلة المدى عن طریق بناء علاقات وروابط داخلیة بین الموضوعات المتعلمة، حیث إن هذه الاستراتیجیة تتضمن إعادة الصیاغة والتلخیص واستنتاج التشابه والاختلاف بین عناصر المحتوى وتسجیل الملاحظات المختلفة، وهذا یساعد على تکامل وربط المعرفة الجدیدة بالمعرفة السابقة. یتضح مما سبق أن هناک دراسات أظهرت العلاقات الارتباطیة بین استراتیجیات التعلم والتحصیل الأکادیمی، ومن ثم جاءت الدراسة الحالیة کمحاولة من الباحث للتعرف بشکل أکثر تفصیلاً على النموذج البنائی الذی یوضح التأثیرات (المسارات) المباشرة وغیر المباشرة بین استراتیجیات التعلم والتحصیل الأکادیمی لدى طالبات الصف الثانی الثانوی العام بمحافظة سوهاج.

Included in

Education Commons

Share

COinS