Al-Balqa Journal for Research and Studies البلقاء للبحوث والدراسات
Abstract
يرتبط ظهور الخرافة بالمراحل الأولى من حياة الانسان ، الذي اتخذ منها مظهرا من مظاهر التعبير حينما كان ينفعل بالطبيعة ويسعى إلى فهم ظواهرها وفك أسراها . واستجابة لحيرته إزاء جبروتها الذي كان يدفعه إلى وضع إجابات وتفسيرات تتسم بخيال جامح ومنطق خرافي ، ومن هنا كان نشوء الحكايات التفسيرية على لسان الحيوان استجابة لتلك الحالة ، مما أنتج لنا واحدا من أقدم أنماط السرد القصصي المعروفة قبل أن تنشأ الأسطورة والملحمة ، ويشكل الحيوان -عادة -الشخصية المهيمنة على نصوص القصص التفسيرية التي هي أقدم أنواع هذه القصص، وهي قصص تشترك في إنتاجها و روايتها أمم وشعوب الأرض قاطبة . وإذا كان بعض الباحثين وبدافع من ذرائع شتى قد مالوا إلى الاعتقاد بأن جذور هذه القصص تعود في أغلب نماذجها المعروفة إلى الحضارات الهندية والفرعونية واليونانية فهم بلا شك يتجاهلون هذا العدد الوفير من قصص الحيوان الذي خلفته لنا الحضارات العراقية القديمة بمختلف حقبها من سومرية وبابلية وآشورية ،ليس هذا فحسب بل كان لهذه القصص حضورها الواسع في آداب الحضارات العالمية ، اللاحقة لها زمنياً ويدل على ذلك التشابه الواضح الذي يمكن رصده بين بعض قصص العراق القديم وبين القصص اليوناني المماثل كما هو الحال عند ( ايسوب) اليوناني وغير اليوناني . وهذه الدراسة محاولة لوضع هذا الفن الأدبي الراقي تحت عناية الباحثين ، من خلال رصد البدايات الأولى له كما وردت في ملحمة جلجامش وإلى أكثر نماذجه نضجاً ووعياً كما وردت في حكمة ( أحيقار) كما يحاول أن يصنف أنواع تلك القصص وما نهضت به من وظائف أخلاقية وتربوية وسياسية في ضوء ما تيسر لنا من نصوص .
Recommended Citation
محمد, جعفر صادق
(2020)
"قصص الحيوان في أدب العراق القديم,"
Al-Balqa Journal for Research and Studies البلقاء للبحوث والدراسات: Vol. 9:
Iss.
2, Article 3.
Available at:
https://digitalcommons.aaru.edu.jo/albalqa/vol9/iss2/3