•  
  •  
 

Journal of Faculty of Education Assiut University - المجلة العلمية بكلية التربية-جامعة أسيوط

Journal of Faculty of Education Assiut University - المجلة العلمية بكلية التربية-جامعة أسيوط

Abstract

تعد الجامعات من المؤسسات التربوية المهمة ذات الأثر الفعال في تنمية المجتمع وتطويره؛ حيث تظهر رسالتها جلية في ضوء ما حدده قانون تنظيم الجامعات المصري بأنها تختص بكل ما يتعلق بالتعليم الجامعي والبحث العلمي الذي تقوم به كلياتها ومعاهدها سعياً للارتقاء بالمجتمع حضارياً مراعية المساهمة في رقي الفكر وتقدم العلم وتنمية القيم الإنسانية وتزويد المجتمع باحتياجاته من المتخصصين والفنيين والخبراء في مختلف المجالات، وتزويد الإنسان بأصول المعرفة وطرائق البحث العلمي المتقدمة والقيم الرفيعة؛ ليسهم في بناء مجتمعه وخدمة وطنه على نحو خاص والإنسانية على نحو عام . (17، 2006، 4)[1]

وقد صارت الجامعات بيت خبرة في كافة المجالات ولمختلف قطاعات المجتمع الخدمية منها والإنتاجية؛ نظراً لما تضمه من نخب علمية وفكرية متنوعة. ويتوقف دور الجامعة في خدمتها لمجتمعها على درجة قربها منه، ومن ثم وجب ألا تكون كياناً فوقه أو أن تنظر إليه من برج عاجي، بل ينبغي أن تكون جزءاً أصيلاً منه يعمل لصالحه ويسعى لتنميته وتطويره.

وتتنوع وظائف الجامعات وخدماتها وتتعدد مخرجاتها التعليمية ما بين برامج درجة البكالوريوس أو الليسانس وبرامج التعليم المستمر ودرجات الماجستير والدكتوراه وذلك في التخصصات الأكاديمية والتخصصات المهنية، كما أنها تعد أداة مهمة لتطوير البحث العلمي وتنمية المجتمع وتطويره في الجوانب كافة ، ناهيك عن أنها تعد مكاناً فعالاً للتواصل الثقافي والحضاري. (27، 2013، 11)

ونظراً لما تتمتع به الجامعات من مصداقية عالية في المجتمعات عامة ومجتمعاتنا العربية خاصة، لاستحواذها على شريحة هامة وعريضة من شرائح المجتمع والمنوط بها تحديد أدوراهم المستقبلية وقيادتهم للمؤسسات المختلفة، فمن أهم أدوارها تصحيح أفكار الطلاب ومعتقداتهم وتنمية الفكر الناقد والتحليلي لديهم، وذلك لضمان سلامة قراراتهم. (56، 2016، 177)

حقيقة أن حرية الفكر تعد واحدة من أهم الحريات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها الإنسان؛ نظراً لارتباطها الشديد بجوانبه الروحية، والتي تسمح له بتكوين آرائه وأفكاره، كما أنها الأداة التي تعبر عن حرية إرادته وتمكنه من التمييز بين الفضائل والرذائل، وأن انطلاق الفكر أو تقييده في أي عصر يعد دليلاً على مدنية العصر أو تفشي الجهل فيه وفي أفراده (25، 2015)، غير أنه على المؤسسات التعليمية- لا سيما الجامعة- أن توازن بين الحرية المطلقة في الفكر وبين تعليم طلابها كيف ينقدون ما يعرض عليهم من غير إفراط ولا تفريط. فالشباب الجامعي يمرون بمرحلة عمرية تتسم بالحيوية والنشاط والرغبة في التجديد والتغيير، ومن ثم فهم من أكثر الفئات نقداً وانفعالاً لما يدور حولهم من أحداث وتغييرات، ولذلك فهم أكثر عرضة لمرض خطير، ألا وهو الإرهاب الفكري.

[1] يشير الرقم الأول إلى رقم المرجع في قائمة المراجع، ويشير الرقم الثاني إلى سنة النشر، ويشير الثالث إلى رقم الصفحة.

Share

COinS