•  
  •  
 

Midad AL-Adab Refereed Quarterly Journal

Midad AL-Adab Refereed Quarterly Journal

Abstract

تشرف الأسلام بحمل لواء الرسالة الألهية العالمية من لدن الجبار العظيم الى حبيبه المصطفى(صلى الله عليه وسلم)ومنه الى العالمين كافة، هاديآ ومعلمآ ومنقذآ ومتممآ للأخلاق بقوله: انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.ولما لا وقد تغنى به الله عزوجل بقوله:وأنك لعلى خلق عظيم .فهو المهل الوحيد لمهمة أحقاق الحق والعدل وأشاعة روح التسامح والأخوة بين بني البشر جميعآ.وهم المتساوون في الحقوق والواجبات، بقول عز من قائل :(...وجعلناكم شعوبآ وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم).جعل التقوى معيار التفاضل بين بني البشر جميعآ، ويتقدمهم من هو أتقاهم وموحدآ لله تعالى، ولمحبة الأنبياء والرسل(صلى الله عليهم أجمعين).وكان العباد منهمكين بين العمل والعبادة.ويقدم بعضهم خدماته ومساهماته الى الآخر من دون مقابل أو منة من أحد.وفي خضم ذلك الواقع الأنساني الملبد بالغيوم، كانت علوم المسلمين في أوجها في القرنين الرابع والخامس الهجريين.بينما كانت أوربا وبقية العالم في مرحلة العصور الوسطى المظلمة والمتخلفة، وهي تعيش مخاض عسير في(القرنين العاشر والحادي عشر وحتى الى مابعد الثالث عشر الميلادين).ولم تكن العولمة قد ظهرت بعد بهذا الأسم الندي لعالمية الأسلام الحقيقية الى العلن، لأن المجتمعات الأوربية كانت مفككة، وليس لديها ماتأكل وتلبس، وقد دخلت في صراعات مع جيرانها من أجل البقاء، فضلآ عن اشاعة الحقد والكراهية ضد الآخرين، وبدأت هذه الثقافة السيئة تطغى الى السطح، وكان من نتائجها ضحايا كثر بسبب الحروب الدينية والقومية والسياسية المقيتة، فأزداد الفقر وشاعت ألوان من الأمراض، ثم أبتليت الأنسانية بمتطرفين، كانوا قد ألغو الآخر، وبعد كل انتكاسة نراهم يرمون المشكلة على المعابد الكهنوتية والكنائس ورجالاتها، ويطلقون صيحات التفاهم والتحجج بعدما سئموا رجال السياسة بعد التحول من سيطرة رجال الدين الى الطبقة السياسية الحاكمة، واللوبيات.نراهم يتحججون ويطلقون الدعوات بضرورة مواصلة الحوارات على أنواعها، والتي كانت قد تذرع ويتذرع بها السياسيين الفاسدين والمنحرفين، والمرتبطين بأجندات شريرة، وأبواق الأعلام الموجه والمسيس ك(حوار الأديان والحضارات والتقارب)وكأنهم يريدون أن يوصلوا رسائل بأنهم هم حمامات سلام، والمشكلة في الطرف الثاني المعتدى عليهم(العرب والمسلمين).بينما التأريخ ينكر عليهم ذلك، فالرحمة المهداة(صلى الله عليه وسلم)، كان قد حاورهم فكذبوه، ولم يحترموا تلك الأتفاقيات والمعاهدات، بل وأنكروا رسالته، وتعمدوا الى التشكيك فيها.ومع ذلك كان يعطيهم الفرص، بالرغم من تضحيات قومه، وهم ثاني ضحاياهم هم العرب والمسلمين.فقللوا من شأن العرب، وأستباحوا كل مايملكونه.وبقي الصراع الديني على مدى كافة العصور الأسلامية المتعاقبة، وحتى اليوم بملاعيب مكشوفة لأستنساخها من قبلهم مرات عديدة فعرف أسلوبها كل من تابعهم.ثم جاءت العولمة لتزيد الطين بلة.وهذا ما سنتطرق اليه في بحثنا المقدم، والذي لنا الشرف بمشاركتكم هذا التقليد السنوي بأختيار محور العلوم الأنسانية وعصر العولمة، متمنين للجميع الموفقية والسؤدد .ونقول أن العولمة ظاهرة غريبة، وضيف ثقيل، دخل البيوت المحافظة من دون استئذان، ودخل متنكرآ، ظاهره تحقيق الفائدة والخير والسلام، وباطنه يضمر الشر الى الأنسانية، ودليله التركيز على أشغال أمة الأكثرمن مليار ونصف مسلمآ، موزعين على سبعة قارات، بدس السم في العسل..تقتضي الدراسة تقسيمها الى التمهيد فالمقدمة، ثم المتن؛والذي يتألف من مبحثين وبمطالب ذات ارتباط بالموضوع.سنتناول في المبحث الأول:مفهوم العولمة، وأهم ما قيل فيها.وفي المبحث الثاني:سنتطرق الى مواجهة المسلمين لتحديات العولمة بالعلم وبالمعرفة.فضلآ عن ذكر النتائج والمصادر.

Share

COinS