•  
  •  
 

Midad AL-Adab Refereed Quarterly Journal

Midad AL-Adab Refereed Quarterly Journal

Abstract

اللغة أصوات رمزية مختزلة تؤدي معاني ما في الوجود في لحظات أو دقائق فلا بد أن يكون الرمز المؤدى به دقيقًا لما يلمح به إليه وإلا شغل الناس بما لا نهاية له من الأداء لنقل المضامين الضخمة الهائلة. وبما أنّ اللغة مجموعة من الإمكانات التعبيرية في البيئة وهي إمكانات مكثفة بالغة الاختزال تنقل المعاني والتجارب والاحاسيس والتصورات والأحداث للتواصل والتعاون وتحقيق رسالة الانسان في هذه الحياة فلا غرو أن تكون أدق وسيلة وأخصرها وأقدرها على الأداء والإبلاغ . ومن هنا نلحظ أن الألفاظ التركيبية متناهية على حين أنه لا تناهي في المعاني ومن ثم يصير لزامًا على العربية أن تعبّر بالقليل المتناهي عن الكثير غير المتناهي، وإذا تحقق لها ذلك فقد تحقق لها الاقتصاد بعينه؛ إذ إنّ سلوك اللغة سلوكًا اقتصاديًا يوظّف القليل من الوسائل للوصول إلى الكثير من الغايات، وهذا ما يجلي لنا بينًا مفهوم الاقتصاد اللغوي. وعلى أساس ما سبق تبدأ مراحل الاقتصاد اللغوي في الحركات بالمماثلة، إذ تُماثل الحرة حركةَ أخرى؛ ليقل الجهد العضلي المبذول في نطقهما ثم يلي المماثلة تقصير الحركة حتى نصل إلى أعلى مرحلة من مراحل الاقتصاد في الحركات وهي اسقاط الحركة كلّيًا من السياق الصوتي وذلك بتسكين المتحرك. واسكان المتحرك يؤدي إلى تقليل المقاطع وقفلها، وقفل المقاطع الذي يؤدي إلى اختصار الجهد في الوقت نفسه يؤدي إلى اختصار الزمن في نطق الكلمة، وبذلك نصل إلى أعلى نقطة في الاقتصاد اللغوي، إذ يوفر الجهد العضلي ويقلل من زمن نطق الكلمة فضلًا عن الخفّة والانسجام الصوتي.

Share

COinS