•  
  •  
 

Midad AL-Adab Refereed Quarterly Journal

Midad AL-Adab Refereed Quarterly Journal

Abstract

إن كل دراسة ما هي إلا امتداد لدراسات سابقة، وحلقة وصل لدراسات لاحقة، ولهذا يركن الباحثون إلى الاقتناع والقبول باحتمالات النقص، وبالمآخذ التي قد تسجل على هذا الجانب أو ذاك من جوانب دراساتهم، فالقبول بالمآخذ يرجع الى كونه دافعاً لإعادة النظر في الأعمال المنجزة، والدفع باتجاه سد النقص، ومن ثَمَّ الى مزيد من الدراسات، وما المآخذ إلا ملاحظات أولية قابلة للتنامي والتطور، فإن شقت طريقها بهذا الاتجاه تحولت إلى نقد، وإن النقد هو الذي من شأنه أن يولد اندفاعاً لدى المعنيين لتبني محاولة إكمال مسيرة العلم، ومن هنا يتولد التفاؤل بإمكانية الإتيان بالجديد والمختلف، فيندفع الشعور بالإحباط والقنوط اللذين اكتنفا كثيراً من دراسات البلاغة العربية، وذلك لما انطبع في أذهان الدارسين من فكرة نضج البلاغة، ومن ثم احتراقها، ولم تكن تلك الفكرة إلا نتاج مخيلة من يطلب اليسر والبساطة، والسهولة، ووجهة الساعي وراء غير ذات الشوكة، ولاشك بأن تلك الوجهة محصولها السراب الذي مهما جهد طالبه فلن يجد له أثراً أو علامةً إلا أثر وعلامة السراب، وعندئذٍ يدرك أن مركب العلم صعبٌ مرامه، عسير مراسه، فمن عزم أمره فليحتمل أرقاً، وعناءً، وتعباً، ومن احتملَ نال الغرض، وفهم المرمى، ، وسنقف في بحثنا هذا مع البديع عند السكاكي من خلال نقد الخطاب البلاغي ، موضحين

التفريق بين البديع بوصفه منجزاً قولياً، وبين كونه علماً ومادة دراسية ،

ـ مع عرض مراحل تطور المصطلح على أيدي علماء البيان، وذلك بالوقوف على الأبرز منهم متناولين أهم فنون البديع التي تناولها السبكي بوصفها مادة علمية.

Share

COinS