•  
  •  
 

Midad AL-Adab Refereed Quarterly Journal

Midad AL-Adab Refereed Quarterly Journal

Abstract

مازالت تستخدم الحكومات التركية المتعاقبة مياه نهر الفرات وسيلة للضغط على جارتها سوريا. وذلك بسبب علاقاتها المتوترة معها ، على مدى عقود طويلة من القرن الماضي ، منذ الاستقلال الرسمي لسوريا عام 1946 ، بسبب مشاكل الحدود ، وعدم اعتراف سوريا بضم لواء الإسكندرونة إلى تركيا ، الأمر الذي اعتبرته جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية ، بالإضافة إلى مياه نهر الفرات التي استغلتها تركيا كبلد المنشأ ، حيث أقامت مشاريع انشأت مشاريع كبيرة أبرزها مشروع الغا ب, دون استشارة تركيا. ، وتأمين حصتها المائية الأمر الذ ي, أثر سلبا على انخفاض تدفق ميا ه النهر ، وهو المصدر الرئيسي لري الأراضي الزراعية السورية ، وكذلك توقف محطات الكهرباء السورية عن العمل بسبب نقص المياه. ولاحقا أضيف عامل توتر جديد بين الشعبين ، يتمثل في نشاط حزب العمال الكردستاني ، متهما سوريا بدعمه وإيواء عناصره ، وقائده )عبد الله أوجلان(. اتخذت تركيا هذا الأمر ذريعة لقطع المياه وتقليل معدل تدفقها. كل هذا دفع سوريا إلى تقديم مذكرات احتجاج إلى الجانب التركي ، لكنها لم تلق آذانا صاغية. وجاء الأمر إلى مواجهة عسكرية بين البلدين ، إلى أن تمكنت الوساطة الدولية ، ولا سيما الوساطة المصرية ، من نزع فتيل الأزمة عام 1998 ، من خلال عقد مؤتمر أضنة ، حيث نوقشت جميع القضايا الخلافية بين البلدين ، وأبرزها ولا سيما قضية الأمن ومراقبة الحدود وعدم المطالبة. لواء اسكندرونة سوريا. إضافة إلى سحب دعمه لحزب العمال الكردستاني ، وطرد زعيمه )عبد الله أوجلان( من الأراضي السورية. ورغم التحسن التدريجي في العلاقات بين البلدين بعد توقيع الاتفاق ، لم تجد مشكلة مياه نهر الفرات حلاً نهائيا بين البلدين حتى عام 2000 ، العام الذي توفي فيه الرئيس السوري حافظ الأسد .

Share

COinS