•  
  •  
 

Midad AL-Adab Refereed Quarterly Journal

Midad AL-Adab Refereed Quarterly Journal

Abstract

أسهم انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلى بروز دولتين على الساحة الدولية، هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، ومنذ ذلك الوقت مرتْ العلاقات بينهما بالكثير من التجاذبات والتناقضات، بيدَّ أن شهدتْ نهاية الستينات من القرن العشرين اتجاهاً واضحاً نحو الوفاق والمهادنة في العلاقات الأميركية- السوفيتية، وبكل المقاييس فإن التغيير الذي طرأ على تلك العلاقات، أخذ يؤثر في المناخ العام على الساحة الدولية، ويعد إنسلاخاً من الإطار التقليدي الذي تجمدتْ فيه تلك العلاقات لمدة من الوقت، بسبب الفواصل الأيديولوجية والسياسة وصراعات القوى الدولية وتناقض الاستراتيجيات والمصالح التي كانت تقسم مصالح الطرفين الكتلتين وأدتْ إلى تلاشي إمكانات الحوار المفتوح بينهما في وقت من الأوقات تقريباً. ولعل قدراً كبيراً من المرونة في التعامل والاتصال بين الكتلتين، برغم حاجز الأيديولوجيات، يعزى في أساسه إلى التغييرات الواسعة التي شملتْ أوضاع تلك الكتل نفسها تحت تأثير الثورة التكنولوجية العسكرية من جانب، ونمو الروح القومية من جانب آخر، فضلاً عن تنامي مكانة دول العالم الثالث في العلاقات الدولية، وبروز أهمية الأدوات الاقتصادية الكفوءة والمثالية والفعّالة في علاقات الدول، بدلاً من وسائل الصراع التقليدية التي انحصرتْ في الجانب الأكبر منها في أدوات العنف المسلح.

في ضوء ذلك، جاء هذا البحث ليسلط الضوء على المسارات السياسية التي أثرت بشكل مباشر على الوفاق الأمريكي – السوفيتي عام 1969. قُسم إلى أربعة محاور رئيسة تطرق الاول إلى دوافع الوفاق الأمريكي –السوفيتي، في حين تناول المحور الثاني طبيعة العلاقات الأمريكية – الأوربية في حلف الناتو، وأثرها على الوفاق الأميركي- السوفيتي، بينما ناقش المحور الثالث السياسة السوفيتية حيال دول أوربا الشرقية وأثرها على ذلك الوفاق ايضًا، أما المحور الاخير فقد درس أثر الوفاق الأمريكي- السوفيتي على مسار الحرب الباردة

Share

COinS