•  
  •  
 

Midad AL-Adab Refereed Quarterly Journal

Midad AL-Adab Refereed Quarterly Journal

Abstract

الحمد لله الذي خلق الإنسان ، علمه البيان ، وكشف لمن شاء من ذوي العرفان عن وجوه المزايا الحسان ، بسط بساط الجود لكل موجود من الأعراض والأعيان ، فإن من شيء إلاّ يسبح بحمده بأفصح لسان وأوضح تبيان ، والصلاة والسلام على نبينا محمد العدنان ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام ، والتابعين لهم بإحسان ، وبمن بهداهم اهتدى واقتفى آثارهم ، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .

أما بعد ...

فإن أفضل علم يتجلى لعارفي البشر هو تدبر كتاب الله ، والوقوف على ألفاظه وأسراره ، ومعرفة دقائقه وعجائبه ومعانيه ، فهو كلام الله القديم الأزلي الذي لا تشوبه شائبة ، كلام منزه من الخطأ ، محفوظ على مدى الدهور والسنين ، فهو دستور الأمة ومنهجها القويم، ذهب العلماء الأفاضل والحذّاق نحوه ، يغوصون في بحره ، فيستخرجون منه فوائد تعد ولا تحصى ، فهو أساس كل علم ، وركن كل فنٍ ، فهو جامع لأسس العلوم وقواعدها ، فيه تفتح القلوب والأذهان ، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ([1]) ، فالأمر يتعلق بكتاب الله العزيز ، قراءة، وفهماً وتطبيقاً وتدبراً وعملاً.

فإن علم التفسير من اجلَّ العلوم وأنفعها ، وقد صرفت إليه الهمم ، وبذلت فيه الجهد ؛ لأن القرآن الكريم بحرٌ لا ينفد ، ولا تنقضي عبره ، ولا تفني عجائبه . ومن أجلَّ ما صنف في تفسير كتاب الله الإمام قطب الدين الشيرازي (رحمه الله) .

فهو من جملة علماؤنا السابقون الأفاضل ، لم يتركوا باباً إلاّ طرقوه ، ولا علماً إلاّ عرفوا نفعه إلاّ تناولوه ، فهو من العلماء الذين خدموا كتاب الله العزيز ، وقد عُرِفَ بسعة علمه وحفظه ، وعظيم جهده ، وقوة عزمه ، في خدمة هذا الدين الحنيف ، إذ تنوعت علومه ، وتعددت مصادره ، ومن مؤلفاته ما هو مطبوع ، ومنها ما هو في طي النسيان .

لذا أردتُ أن أُسهم في تحقيق هذا الكتاب : (فتح المنان في تفسير القرآن) للإمام قطب الدين الشيرازي (رحمه الله) هذا الجهد المبارك والعمل الجليل ، الذي خدم به كتاب الله المجيد ، فكان له ذكراً في دنياه ، وأجراً في آخراه .

Share

COinS